بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله
وصحبه ومن والاه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
تحدثنا فيما سبق عن الايمان و ثمنه و ماهية زكاته
الان نمر الى موضوع آخر لا يقل قيمة عما
سبق وهو :
الجهاد بالنفس والنفيس
قال الله تعالى " وجاهدوا
في الله حق جهاده "
يأتي بعد ذلك الايمان الذي تحدثنا عنه فيما سبق
الجهاد بالمال والجهاد بالنفس وكلاهما لا
يكونان خالصين لوجه الله تعالى متضمنين
شرطي الدوام والثبات ما لم
يأت المؤمن الجهاد
من بابه الصحيح ؟
ربما تتساءل الآن جهاد ، باب صحيح ... ماهذا ؟
لا تتعجل
حبيبي أعني بالباب الصحيح السابق ذكره
*الجهاد بالنفس أولا
*ثم الجهاد بها بعد ذلك
فمن لم تطاوعه نفسه أمرا و نهيا لا ينبغي له أن
يحدث الناس عن معاني الخير والصلاح والا
سقط في مقت الله تعالى ويظهر ذلك جليا في قوله عز وجل
" يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون
كبر مقتا عند
الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
هذه مسألة خطيرة لا ينبغي السكوت عنها ولا ينبغي اغفالها في عصر
الطوفان الاعلامي فالناس
ليسوا في حاجة الى كثير كلام بقدر ما هم في حاجة
الى قدوة نعم أقول الى قدوة
أما الأن فللأسف من الذين يدعون الدعوة على شاشات
التلفاز الى آخر مخلوق ولو له
ذرة فقط من علم يتظاهرون بالصلاح و بالطيب و ينصحون شباب اليوم
بالتوبة
وعدم السرقة وتجنب النفاق و...و....و.... وهو ليس
كذلك ينصحك
بأن تجتنب النفاق و هو منافق يحرم عليك شيئ ما و
يحلله على نفسه ؟ أخي الداعية يا من
أشاهدك على التلفاز أعذرني لست أهل
لكي أقتدي بك نعم ليس أهلا
لأقتدي به انا
أو لتقتدي به أنت لأنه كما سبق ذكره في أول
الموضوع قلنا الجهاد في النفس أولا ثم الجهاد بها
ربما تقول في نفسك هذا العضو يتطاول على الدعاة
و...و....و.... قل ما تشاء
لكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول :
" المجاهد من جاهد نفسه في
طاعة الله و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه " جاهد نفسك أولا
قبل أن تجاهد بها على حسابي انا الذي ينصح ويطبق افضل من الذي ينصح
ولا يطبق
والله من ينصحك وهو من أهل ما نصحك به والله كلامه
لن تسمعه من لسانه
وانما من قلبه النصيحة التي محلها اللسان مركز
استقبالها الاذن والنصيحة التي مصدرها القلب
أهلا بها قلبي مفتوح لها
أيها الاخوة ان العالم الاسلامي اليوم ينتظر قائدا
عملاقا كصلاح الدين يرفع المصحف والسيف
بيد متوظئة نعم بيد متوضئة ما أحوجنا الى من هو مثله رجل يجمع
الدين والدنيا
ليكون الدين لهم عزة والدنيا لهم قوة في الارض
وتمكينا فلا يقوم الدين الا اذا آمن
المسلمون جميعا بقوله تعالى "
ولله العزة ولرسوله وللمومنين "
فمن سأل العزة في غير الله أذله الله ولن يقوم
الدين كذلك الا اذا أصلح المسلمون دنياهم
بدينهم أي حكموا كتاب الله في كل صغيرة
وكبيرة أعتقد أن هذا كل ما أود
ان اطرحه لذا
يجب أن نجاهد انفسنا أيها الاعضاء بعد ذلك نجاهد بها
والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته