الاكيد ان الحالة المرضية التي تعيشها الكرة المغربية عقب فشلها فالتاهل
الى كاس افريقيا بانكولا كأضعف الايمان جعلت الجمهور المغربي يشاهد
مباريات هذه البطولة وهو يشعر بنوع من "الحرقة" ..فالمشجع المغربي مرغم
على متابعة جل مباريات البطولة نظرا لحبه الفطري لكرة القدم لاكن بغياب
من يرفع لواء بلاده في ادغال لواندا جعل ملايين المغاربة تحت رحمة
"جلسات تعذيب نفسية" مع كل مبارة تدوم 90 دقيقة ومنها من استمر ل 120
دقيقة.
امر جعل كل مغربي
يتسائل بحرقة ..ألا نستحق منتخبا يرفع علمنا في هذه البطولة ؟احقا كرتنا
ميؤوس من حالها لدرجة الغياب عن بطولة تاهلت اليها بوركينافاسو وموزمبيق
و ضمتها مصر الى صدرها نهائيا؟ما دور كل هؤلاء المحترفين الدين يقلبون
اروبا ابداعا مع نهاية كل اسبوع؟...
ماهي اسس مرجعية "المنتخب الابدي"؟
اكيد ان الاسباب التي
مرغت الكرة المغربية في "وحل الذل الكروي" متعددة وتتمحور كلها حول معضلة
التسير ولا داعي الى تلويث اسماعكم بتفاصيل هذه المعضلة.لاكن دعونا نعترف
بامر جد مهم سبب بشكل مباشر او غير مباشر بعدم تألق الكرة المغربية في
مقابل سيطرة الكرة المصرية على افريقيا مثلا.
المغاربة جمهورا لاعبين ومسيرين لا يملكون ثقافة "المنتخب الابدي" او " Group long-lasting " في قاموسهم التشجيعي او الرياضي او التسيري .
ففي جميع المنتخبات
والفرق الكبيرة تعتمد على هذه العبارة في انجازاتها الكروية وبسببها
تبقى دائما في واجهة الاحداث العالمية ولا تغيرها ولو صادفتها كبوة او
عثرة في مشوارها.
فالمنتخب او الفريق
مؤهل للمشاركة في بطولات قارية واقليمية دائمة ولهذا يجب ان يكون هذا
المنتخب في مستوى الاستعداد والمنافسة بشكل دائم وذالك بتوفره
على قاعدة من اللاعبين الاساسين يتغيرون بالنظر لمردودهم فالملعب لكن
بشرط تعويضهم بنجوم متألقين يتم تكوينهم سلفا في منتخبات الفتيان والشباب
ليضمن المنتخب تركيبة بشرية متجددة لاكن في نفس مستوى التألق .بغض النظر
عن تغير المدربين.
قصص نجاح بفضل سياسة "المنتخب الابدي"
العديد من المنتخبات
والفرق الكروية تعتمد على هذه السياسة في حياتها الكروية فمثلا منتخب
البرازيل الذي فاز بكأس العالم 5 مرات والذي لم يغب ولو مرة واحدة عن كاس
العالم تنهج سياسة "المنتخب الابدي" بشكل متقن فمنتخب السيليساو تابث في
مستوى كروي عالي ويتم ادماج اللاعبين المتالقين مباشرة في المنتخب في
مكان الاعبين الدي شهد مستواهم تراجعا بالرغم من اساميهم الثقيلة..هذه
العملية الانتقالية تتم بشكل سلس يضمن الاندماج التام بين العناصر الجديدة
والمخضرمة والتي يجمعها قاسم مشترك واحد وهو مستوى اللاعب الكروي.وهذا هو
سر تألق المنتخب البرازيلي ..فكلنا تابع كيف تم
الاستغناء عن روماريو وانضمام ريفالدو ثم ابعاد هذا الاخير وادماج
رونالدينيو و الاخير مهدد بترك مركزه لباتو ونفس العملية تتم في جميع
المراكز داخل الملعب...عملية بسيطة مبدئها البقاء للافظل..بالاظافة
انهم لا يولون الاهتمام الاكبر للمدرب على حساب اللاعب فالكل لاحظ في
مونديال 2006 كيف قبل المدرب البرازيلي القدير زاغالو بمنصب
مساعد لتلميذه لويس باريرا لا تستغربوا ادن كيف لم يتغيب البرازليون عن
اي مونديال.
مثال اخر يجب الاحتذاء
به في تطبيق هذه السيسة وهو المنتخب المصري .فبعد التخبط الدي شهدته هذا
المنتتخب في بداية هذا القرن قررالمصريون تطبيق هذه المرجعية التسيرية
فسلموا منتخب 2004 الى شحاته الدي كان مدربا لمنتخب الشباب الذي احرز
نتائج ملفتة.فقام بابعاد عدة اسماء من منتخب كان 2004 وادماج اخرين من
منتخب الشباب كمتعب وغيرهم مع الابقاء بعدة مخضرمين نظرا لمستواهم القار
كاحمد حسن.فاز بكاس افريقيا 2006 ببلاده واستمر بنفس السياسة باقدامه على
ادماج زيدان والاستغناء عن بركات مثلا ليبقى المصريون في نفس المستوى
لينالوا كان 2008 ..
نفس التشكيل ضيع
التاهل الى نهائيات كاس العالم 2010 في مبارة فاصلة مع المنتخب الجزائر
عثرة احتسبت في منطق كبوة الفرسان ولم يتم تغير شحاته خاصة وان مستوى
المنتخب المصري كان جيدا. عاد شحاته ليطبق مرجعية "المنتخب الابدي"قبيل
كان انغولا حين اقدم تغيرات بسيطة اهمها ابعاد ميدو و ضم جدو وللتذير فقط
فهذا الاخير سجل خمسة اهذاف في 5 مباريات لم يدخل الا في ال15 دقائقها
الاخيرة ليحافظ الفراعنة على كاس افريقيا للمرة التاثة على التوالي. و لا
تستغربوا ان يفوزوا مرة رابعة وخامسة ....ما لم يفطن الافارقة الى
استرتيجية حسن شحاته.
في نفس السياق
دائما هناك امثلة عديدةتفننت في تطبيق سياسة " Group long-lasting " على
مستوى الفرق كمانشستر يونايتد بقيادة السير الكس فيرغسون الدي قاد
الفريق طيلة واحد وعشرين عاما محققا معه كل الاقاب تخللتها ثلاثية 1999
..وفريق بارشلونة وريال مدريد ولو انهم لم يتقنوا هذه المرجعية كفريق
مانشستر لانهم يتاثرون سريعا بسوق الانتقالات.
تجربة الزاكي المؤودة
مرت امام المغاربة عدة فرص للتربع على الكرة الافريقية لو طبقوا هذه المرجعية الكروية . لنعد الى ابرزها
في نهاية 2002 رسم
الزاكي على منتخب عائد من الدور الاول من كاس افريقيا للامم فقام بعدة
تغيرات جريئة بالاستغناء عن شيبو وحجي الاكبر وبصير مع الاحتفاظ ببعضهم
كالسفري فالمقابل عوض هذا الفراغ بلاعبين متاقين في اروبا بحث عنهم ووضع
فيهم الثقة ليكون تشكيلة وصل بها الى نهائي كان 2004 امام استغراب الكل
وحسد البعض..نفس التشكيل تقريبا خاض تصفيات
المانيا2006 لاكنه فشل فالامتار الاخيرة في مشوار انهاه دون هزيمة في
حكاية مشابعة لما حدث للمصرين قبل اشهر لاكن عوض ان تجدد الثقة في الزاكي
كما فعل المصريون مع شحلته انقلب عليه الكل حتى الصحافة والاعلام الرياضي
لم يرحمه لتدخل الكرة المغربية في نفق مظلم لازال مخرجه بعيدا
..فمنذ دالك التاريخ وكل مدرب ياتي بتشكيل مختلف حتى وصل عدد المنادى
عليهم الى المنتخب 96 لاعبا منذ 2005.فلو تركوا الزاكي الذي وضع قاعدة
المنمتخب فلا شك انه سيضم عناصر منتخب الشباب 2005 للكبار ولكنا في عرش
افريقيا الان .
الحل؟....بسيط!!!!!
على المسؤولين
فالجامعة ان يستوعبوا ان المنتخب المغربي ليس في حاجة الى مدرب عالمي
ليصل الى ما وصل اليه المصريون مثلا المغرب بحاجة الى من يضع قاعدة صلبة
للاعبين كما فعل الزتكي في 2003 قاعدة تكون منطلقا لمنتخب مندمج منتخب
يرتكز على قاعدة من اللاعبين الجيدين ومن ثم يتم تغديته بلاعبين جدد
محترفين او محلين المهم ان يكون متالقين على حساب من نزل مستواه من
المخضرمين .
![•»◦--◦ı[..منتديات كافية المرح فرفشها وعشها..]ı◦--◦«•](https://2img.net/i/fa/empty.gif)
الثلاثاء فبراير 09, 2010 4:42 am
