إن أكبر مشكلة إسلامية في العالم الغربي- كما أتصور- وجود فئات كثيرة من العرب والمسلمين تسيء للإسلام أكثر من أعدائه، فالصورة القاتمة التي يحملها الغرب عن الإسلام نتيجة لتراكمات تاريخية من الحقد والكراهية، ولما تقدمه وسائل الإعلام المعادية عن العرب والمسلمين؛ ولكن هذه الوسائل تأخذ أكثر موادها الإعلامية من واقعنا في بلادنا وبلادهم.. وبمعنى آخر فإن واقعنا وتخلفنا وطرق تفكيرنا ومخالفتنا للنظام، كالسير وغيره.. أدلة حيّة يستدل بها أعداء المسلمين، حتى لا تكاد تستطيع شرح كثير من أحكام الإسلام، فإذا ما قلت إن الإسلام دين نظافة، قالوا لك: أرنا نظافة المسلمين، وإذا قلت إن الإسلام دين حضارة ونظام وتطور، سألوك: أرنا أقوالك حقيقة في واقع المسلمين..
وهكذا لم يبق لنا مما نفتخر به إلا أمواتنا، وتشعر أحياناً أن مجدنا ذهب بذهاب أمواتنا.
والعجيب أنك عندما تنظر إلى هذا الواقع الأليم بعينك حتى لا تكاد تستشعر بارقة أمل، ترى بالعين الأخرى أن الإسلام ينتشر في الدنيا انتشار الشمس فيها.. ذلك أن الإسلام له خاصية تختلف عما سواه من العقائد والأفكار: أنه يحمل ذاته بذاته، ولا يحتاج إلى من يحمله. لذلك فإن الدعاة الذين يحملون الإسلام هم في الحقيقة من يحملهم الإسلام.